الباتول و المناضلة

بعد طول رحلة الباتول و جدت مكانا للاستقرار, الان لها غرفتها الخاصة رغم ان الغرفة تتواجد على السطوح الا انها حاول ترتيبها و تنظيفها من جديد .انها تحس الان بنوع من الطمأنينة و تردد داخل اعماقها كم انا محظوضة. المهم الان هو ان تثبت جدارتها في المطبخ في اول يوم عمل.مولات الدار غادرت الى العمل , انها تشتغل كمحامية , وقتها طبعا جد ثمين . الباتول لم تجد اي صعوبة في ان تتلائم مع المكان الجديد ..مول الدار خرج بعد ان اخد حماما ساخنا لانه مجبر للذهاب الى العمل. الباتول حاولت بكل بكل ما تملك من خبرة في الطبخ ان تهيء لهما اجمل طبق .الباتول كانت دائما تطبخ في اعراس القرية, راكمت تجربة لا بأس بها في الطبخ..ككل العاملات الجديدات تبحث لها عن رضى الباطرون ,هيأت الباتول مائدة الاكل لمشغليها و تحاول ان تسرع لكي يكون كل شيء على احسن على وجه .لحظة تسمع رنين,تذهب لفتح الباب انها مولات الدار قاد عادت للمنزل .
مولات الدار: وجدتي لينا شي غدى ؟ راني غادي نموت بالجوع من صباح وانا نجري من المكتب للجمعية.
ايه الالا راني و جدت الطابلة.
مولات الدار : تتجه نحو مائدة الاكل تحاول تلقي نظرة على ماهيئت الباتول من اكل, تراقب ترتيب الاطباق و تلقي نظرة على المطبخ هل كل شيئ على ما لايرام ؟ تنادي الباتول افينك اهيا؟ اش هاد الحالة دايرة؟
نعم الالا انا كنجمع صالون
مولات الدار : اجي لهنا .وش بغا تخلصي على هاد الخدمة لى دايرة ؟, اش هادشي مادرتي لا سلاد لا والو؟ هادشي مابن ليا فيه راك بغا تخدمي !!!
وخا الالا نصايبها .
مولات الدار : واش انا جاية من الخدمة مدكدكة نبقا دابا نتسى , نهار كلو و انا نجري.راه عندي اجتماع في الجمعية د حقوق المرأة هاد نهار . صايبي ليا قهوة و جيبي لي طفاية.
وخا الالا.
الباتول اول مرة تسمع حقوق المرأة ! ما هذا ؟ لم تفهم من المصطلح شيء و لكنه اثار فضولها تريد ان تسأل!. و هي خائفة من ردة فعل مولات الدار ان تتهمها بالفضول تهيء القهوة و تقدم الطفاية لسيدتها.
مولات الدار: اوي جمعي هداك شعر فشي زيف و لبسي شي حاجة تستر ليك ركابيك.
وخى الالا.
الباتول لم تشاهد قط مرأة تدخن السجائر .بالنسبة لها في ثقافتها البدوية السيجارة عيب .ان سؤال حقوق المرأة لازال يراودها تتردد كثيرا قبل ان تسأل,قررت ان تغامر
للا بغيت نسولك
مولات الدار: ماكين باس دوي اش كاين؟؟؟
اشنو هو حقوق المرأة؟
مولات: الدار فين سمعتيها؟ وشكون كالك هادشي؟
سمعتك دابا كولتيها الالا
هاد شي ما غاديش تفهميه .يلاه خرجي جيبي الخبز راه سيدك هاهو جا باش نتغدو كالا حقوق المرأة هاد شي بعيد عليك.
المناضلة المحامية تناضل من اجل حقوق المرة في الصالونات النخبوية و تقمع الباتول في حرية اللباس من داخل المنزل بل و حتى في حرية السؤال.

بالضبط عزيزي مناصر..هذه هي مشكلة العقل العربي تجده في المنابر يدافع عن حقوق الانسان لكنه اول من ينتهكها.

حقا ظاهرة تشغيل الفتيات القاصرات في المنازل والاظفال في محلات الصناع التقليديين هي الاءوجه الجديدة للاستعباد و الاسترقاق في المغرب الحديت
لا افهم هده السفالة في تفكير بعض الميسورين -"هده الظاهرة تتعاطى لها الطبقات الوسطى المتعلمة كدلك"- كيف يمكن ان اتقبل ان يخرج طفل- مكانه الطىيعي هو المدرسة حتى سن 16-من احضان امه و اسرته لكي يلقى في مدينة اخرى في بيت اخر في اسرة غير اسرته لا ليواصل نموه كطفل و انما كعبد خادم لاءشخاص عمرهم اضعاف عمره و بنيتهم الجسدية اكبر خمس مرات على اقل تقدير
وغالبا ما يجد هدا الطفل العبد نفسه في خدمة اظفال الاسرة المالكة اقرانه في الوقت الدي يعيش هؤلاء المحضوضين طفولتهم طولا و عرضا تمر ايام و سنوات العبد الطفل في تمارة و الالم و الحكرة و عندما تنتهي مدة صلاحيته يجد نفسه بدون ماضي و لا مستقبل

تحياتي لكل اصدقاء الباتول .شكرا لك جيفاري على تعليقاتك المحفزة دائما..عزيزي هاني نعم لا نختلف على هذا الواقع المزري للطفولة المغربية التي تعيش تحت نار الفقر و الاستغلال الجنسي و المادي.المشكلة هي كيفاش غادي يكون مستقبل هاد البلاد بطفولة معذبة؟؟.لكم مني كل الحب و التقدير