على قارعة الزمن الراكد سويت وضعيتي الوجودية المعلقة و ثبت جلستي المهزوزة وأسلمت مؤخرتي الصدئة لتربة طلاها لون العزلة والإغتراب...أشتم روائح دماء أسيلت باكرا لتروي عطش أرض مأجورة للتعذيب قبل انبلاج خيوط شمس مهترئة معروضة للمناقصة العلنية...
على يميني نبتت زنازن من حديد الحرام والمقدسات شيدها جنون البحث عن جنان مفترضة في عوالم الوهم وأضغاث أحلام بليدة..تسكنها كائنات أجبرت بإرادتها على العيش بين قضبانها كي لاتنقرض أمام طوفان التاريخ المزمجر , تقتات على فتات مجلدات ينهشها الغبار والرطوبة وعلى بقايا موائد قراقوش وورثة هولاكو .
لباسها دعوات عجز وحيرة على إيقاع رقصات الإغراء وراء وسادات المحارب (بفتح عناد الميم وكسر تصلب الراء) وأقمشة كشف العورات بترنيمات السواد ونواح حفلات العزاء ...
رجال مع وقف التنفيذ بوجوه هجرت الحياة تجاعيدها, يحرثون حقول الهزيمة بأظافر مستوردة ويكنسون تقيؤاتهم بلحاهم المتعفنة .يصرخون بحب تيههم كثيران لاتحتمل رؤية إحمرار مرسوم على شفاه منصوبة كفخاخ وألغام تسقطهم ذبابا ورمادا ...يزأرون كسباع مطبوعة بقلم بارود على صفحة بركة وعد آسنة...
أسسوا إمارات وخمارات عبادة لاتنتج غير أطنان الوعود وأسلحة الترهيب والوعيد ,تستهلك كل شئ إلا النور والأوكسجين .جيشها قوامه عبيدات الهوس وخادمات اليأس ومربيات الحجر والمحاجر ,متواريات خلف ظلال أطلال رجال إنتهت مدة صلاحيتهم تنتظرهم حاويات القمامة لإعادة تصنيعهم ...متواريات خلف أصوار قلع الحريم وقصور العبودية حيث الأنفس لاتعني غير أجساد الشهوة ومراحيض لذة القذف ...متواريات خلف حجاب الستائر ونقاب العقول كي لاتنفلت وحشيتهن خارج عقالها الأبدي ...
حوانيت الرذيلة في صفوف مسواة ومتراصة كي لايفلت الشياطين بين تلابيب حيطانها ,مفتوحة ليل نهار على شارع مشرع لكل الدجالين وتجار الإحباط وتوابل المسكنات ,تخدم زبائنها المدمنين بسخاء لاينضب وإيمان لايتزعزع بمنهج تسلسلي يجبر من غرست فيه شوكة السؤال أن يتبع المراحل بطاعة عمياء وبلهاء .
كل الأسئلة لها جواب ودواء ,وكل الطلبات مستجابة بإذن من لاعين ولاأذن له. أسئلة الوجود والخلق وإشكاليات البيضة والدجاجة محلولة بتبخيرة مسك وتعويدة معتوه في رمشة عين ,أطروحات مابعد الوجود وسلعة الضوء ممزوجة بفزياء المكان محسومة بتذكرة بثمن رمزي ذهابا بدون إياب ومعفاة من الرسوم الجمركية إلى منتجعات الزمن والمكان السرمدي حيث خدمات المتع مضروبة في سبعين وإكراهات الخوف من العقاب والمحاسبة صارت مجرد حنين...(يتبع)
الرئيسية