نادي الفكر المغربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نادي الفكر المغربي

الرأي و الرأي الاخر
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 "تغطية الإسلام" ادوارد سعيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
guevara

guevara


المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 04/05/2008

"تغطية الإسلام" ادوارد سعيد Empty
مُساهمةموضوع: "تغطية الإسلام" ادوارد سعيد   "تغطية الإسلام" ادوارد سعيد Emptyالجمعة مايو 30, 2008 1:07 am

"تغطية الإسلام" ادوارد سعيد Edwardsaid
يُعدّ كتاب "تغطية الإسلام" للمفكر والأكاديمي الأمريكي الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد الكتاب الثالث في سلسلة ثلاثية، حاول فيها معالجة إشكالية العلاقة الجدلية القائمة بين عوالم الإسلام والشرق والعرب من جهة، والغرب (فرنسا، بريطانيا، وأمريكا) تحديداً من جهة أخرى. لقد ركز إداورد سعيد في هذه الكتب الثلاثة "الاستشراق، المسألة الفلسطينية، تغطية الإسلام" على دراسة نقطة مهمة في هذه العلاقة المعقدة، وهي مسألة ربط المعرفة بالقوة، كما هو في كتاب الاستشراق، ويأتي في هذا السياق كتاب "تغطية الإسلام" كحلقة نهائية أو أخيرة في هذا الموضوع، وهي قضية وموضوع معاصر تماماً تناول من خلالها ردود الفعل الغربية، لاسيما الأمريكية تجاه العالم الإسلامي الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة – لا من بداية السبعينيات كما يرى المؤلف- بوصفه موقعاً شديد الأهمية، مع أنه في الوقت ذاته مصدر للمتاعب على نحو منفر وبغيض وإشكالي إلى حد كبير، ومن بين مسببات هذه الرؤية شعور حاد في الغرب بنقص تزويد الطاقة والبترول مع تركيز بؤرة هذا النقص على النفط العربي والإيراني ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).




العين المفقوءة

ومن خلال العنوان الذي أراده الملف لهذا الكتاب (covering Islam) نلاحظ أن الدلالة المضمونية لمحتوى الكتاب ترتكز وتشير بشكل رئيس إلى الجانب الإعلامي الصرف في الغرب وتناولاته الإعلامية للإسلام الذي يُعدّ عندهم مجرد خبر مزعج ليس إلاّ. ويحاول المؤلف أن يضع صورة تقريبية للكيفية التي يرسمها الإعلامي الغربي للإسلام في عيون قومه-أمريكي من أصل فلسطيني-.
ويشير المؤلف إلى أن هذه التغطية البعيدة كل البعد عن الموضوعية والإنصاف، مضافاً إليها أنشطة الباحثين الأكاديميين ودراسات الإستراتيجيين الجيوسياسيين الذين يتحدثون عن "هلال الأزمة" والفكر الحضاريين، يندبون انحطاط الغرب وأفول نجمه- هي تغطية كاملة وشاملة ولكن على نحو مُضلل، وخاصةً حينما يكون من ينقل هذه المعلومة ليس لديه أدنى معرفة بلغة هذه الشعوب وعاداتها وتقاليدها، وما دفعه لممارسة هذه المهنة هي قدرته على التقاط الصورة الخبرية لظاهر ما يشاهده دون معرفة بخلفياتها، وهو ما يشبه إلى حد كبير رؤية صاحب العين المفقوءة.

الإسلام كبش فداء

وفيما يتعلق بحالة الأبحاث والدراسات والأكاديمية الراهنة عن الإسلام فليس هناك الكثير مما يمكن العثور عليه لإصلاحه وتقويمه؛ لأن موقع الحقل الأكاديمي هامشي نوعاً ما بالنسبة للمشهد الثقافي الأمريكي العام، وأما في المجالات الأخرى فتقوم الحكومات والشركات بإلحاق هذه الدراسات بسهولة بزميل استشاري لها، مما يؤدي –عموماً- إلى تجريد الحقل الأكاديمي من أهليته في تغطية الإسلام تغطية قد تخبرنا عن جوانب فيه أكثر جوهرية مما ندركه نحن فيما تحت قشور المجتمعات الإسلامية، ويُضاف إلى ذلك الكثير من المعضلات والإشكاليات الطرائقية المنهجية والفكرية التي لا تزال بحاجة إلى أن يتم التوافق عليها والتوصل إلى حلول بشأنها.
وحينها سنبدأ بتحسس الهوة العظيمة القائمة بين التوصيفات الأكاديمية للإسلام التي "يصعب على وسائل الإعلام الامتناع عن العبث بها وتحويلها إلى صور كاريكاتورية"، وبين الوقائع الخاصة المعيشة ضمن العالم الإسلامي.
ومع ذلك ثمة إجماع على جعل الإسلام "كبش فداء" تُلقى عليه تبعات ما لا يروقنا في العالم من نماذج سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة كون الإسلام عند معسكر اليمين الأمريكي يمثل البربرية، وعند معسكر اليسار ثيوقراطية قرون الظلام، أما معسكر الوسط فلا يراه إلاّ ضرباً من الغرابة الكريهة المنفرة، على أنه ثمة توافق بين جميع هذه المعسكرات على أن القيمة الوحيدة عندهم الموجودة في الإسلام هي أساساً معاداته للشيوعية.

الإسلام بوصفه خبراً إعلامياً
أشار المؤلف تحت هذا العنوان إلى أي مدى يمكن أن يكون الإسلام مادة مشوّقة ومثيرة حتى بالنسبة لصناعة (البروبوغندا) حيث يذكر إدوارد سعيد أنه في صيف عام 1980 قامت إحدى شركات الدعاية -وهي شركة (كانسيليد أدسون)- بغية إثارة موضوع الطاقة البديلة لدى الأمريكيين، بعرضِ إعلانٍ تلفزيوني مذهل يضم لقطات وصور متحركة لشتى شخصيات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والذي يعرّف على شخصياتهم بسهولة من خلال إيحاءات الممثلين للفيلم، وتلا ذلك لقطات ثابتة ومتحركة لشخصيات مرتبطة بالنفط والإسلام -بحسب المؤلف- كالخميني وياسر عرفات وحافظ الأسد، وما أراد هذا الفيلم الدعائي الإعلاني إيصاله -على نحو من التشاؤم- هو أن هؤلاء الرجال يتحكمون في مصادر النفط الأمريكية، وهو ما ينعكس على الأمريكي شعوراً يجمع بين الغضب والاستياء والخوف، وبهذا المزيج من المشاعر التي أثارتها تلك الشركة بشكل فوري واستثمرتها لأسباب محلية، كان (ستيوارات ايزينستارت) - مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر للشؤون الداخلية- قد نبّه الرئيس قبل سنة فقط بأنه ينبغي على الأمريكيين أن يتخذوا إجراءات قوية لتعبئة الأمة الأمريكية وحشدها حول أزمة حقيقية وأمام عدو حقيقي هي منظمة الأوبك التي يغلب على أعضائها أنها دول الإسلامية.

إسلام الخميني وأمراء النفط
ركز المؤلف بشكل كبير على الخميني وتأثيره في الأحداث في المنطقة، وربما يرجع ذلك إلى أن ظروف تأليف الكتاب كانت متزامنة مع بزوغ الزعيم الإيراني الشيعي آية الله الخميني الذي قاد ثورة إيران الإسلامية التي قضت على أحد أبرز أركان الإمبرالية الأمريكية في المنطقة، ومن ثم انعكس هذا الحدث وردود الأفعال عليه على توجه المؤلف الذي حاول رصد كل ردود الأفعال من قبل وسائل الإعلام الغربية التي حاولت أن تصف الإسلام وكأنه هو ما أرادت أو مثّله حينها آية الله الخميني الذي أقام العديد من المحاكمات والإعدامات لمعارضيه بتهمة معاداتهم للإسلام المتمثل بثورته ضد الشاه، وجانب آخر هو ما حصل لأكثر من (400) مواطن أمريكي احتُجزوا في مقر السفارة الأمريكية بطهران لأكثر من عام، وهذا ما نقل صورة سيئة عن الإسلام؛ إذ غدت مثل هذه التصرفات هي الإسلام في عين الغرب، وخاصة في ضوء تصريحات الخميني النارية. بالإضافة إلى هذا حرب تشرين/أكتوبر 1973 وما رافقها من أحداث كقطع إمدادات النفط عن الغرب، وما ترتب عليه من نتائج جعلت الغرب ينظر إلى الإسلام من خلال هذه الأمور دون سواها.
ثم يشير المؤلف بعد هذا إلى موضوع غاية في الخطورة؛ إذ يتابع إدوارد سعيد رؤية الإعلام الغربي للإسلام من خلال سلوك وتصرفات بعض أغنياء العرب وحياتهم المترفة الباذخة لدرجة أن يقول عنهم أحد كبار صحفيي أمريكا (روبرت تكر) إنهم ليسوا إلاّ منتجي نفط بلا هويات ولا تواريخ أو مسارات قومية محددة خاصة بهم، وسيبقى منتج النفط مجرد منتج نفط لا أقل ولا أكثر.
ومن المبالغة قليلاً القول بأن التغطية الإعلامية للمسلمين والعرب والنقاشات الدائرة حولهم تجري أساساً إما بوصفهم مزودين للبترول أو مشاريع إرهابيين، وثمة القليل جداً من التفاصيل كالكثافة السكانية - وإن كنت لست مع الكاتب في هذه الفقرة- وانفعالية الحياة العربية والإسلامية وعاطفيتها كانت قد دخلت في وعي حتى أولئك الأشخاص الذين يمتهنون نقل أخبار العالم الإسلامي، مما يوجد عندنا بديلاً عن ذلك هو سلسلة محدودة من الصور الكاريكاتورية المشوهة والفجة عن العالم الإسلامي التي تُعرض بطريقة تهدف من بين ما تهدف إليه أن تجعله يبدو مكشوفاً أمام أي هجوم عسكري عليه.
ويشير المؤلف إلى نقطة جديرة بالملاحظة، وهي دور إسرائيل بصفتها وسيطاً للآراء الغربية والأمريكية بخاصة للعالم الإسلامي منذ الحرب العالية الثانية، وأما طابع إسرائيل الديني الصريح في المقام الأول فنادراً ما يُذكر في الصحافة الغربية، بل الأخطر في الأمر أن أصبح أمن إسرائيل من وجهة النظر الأمريكية مرادفاً بشكل ملائم لصد الخطر الإسلامي عنها، والذي يؤدي بدوره إلى إدامة السيطرة الغربية على المنطقة، منطلقين بذلك من ثلاثة أوهام رئيسة في الموضوع وهي رؤية الإسلام، وأيديولوجية التحديث، والتأكيد على القيمة العامة لإسرائيل لدى الغرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"تغطية الإسلام" ادوارد سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي الفكر المغربي :: Forum Tawassol :: فلسفة و علم اجتماع-تاريخ و ميثولوجيا-
انتقل الى: