إن فكرة اصلاح العالم كله ، هذه فكرة غير قابلة للتحقيق ، لكن عدم صلاح الكل لا يعني عدم امكانية اصلاح الجزء . فالبشر لا يمكن ان يجمعهم فكر واحد . وهذا ما لم وما لن يحدث في التاريخ كله ، بسبب ثنائية الخير و الشر . والعالم لا يصلح الا بالخير ، والجميع يحب الخير لكن الاكثر يؤثرون المصالح العاجلة والخاصة على الخير العام . حيث الانانية مقدمة على الواجب ، ليس كرها في الواجب بل حبا في المصلحة والمتعة العاجلة . اذا لا يمكن ان يصلح العالم كله ولا المجتمع كله بل ولا حتى الفرد كله . ومن اراد ان يعيش حياة طيبة يستطيع ان يعيشها حتى ولو لم يصلح العالم كله .
اذا النظرة الكلية للمجتمع او العالم التي يصر عليها الفكر المادي يجب ان تتغيّر . فالحياة تحكمها ثنائيات وليس احاديات حتى نرجو ان يتوحد العالم على شيء واحد . ففكرة توحيد المجتمع والعالم هي فكرة مادية ، باعتبار الاصل المادي المشترك كما يتصورون ، حتى ولو جاءت باسم الدين . لان المادي يرى البشر شيئا واحدا متطورا من مادة ، وتلك المادة شيء واحد .