الفلسفة والسلطة: مدخل للتجديد
تدخل مسألة «الفلسفة والسلطة» ضمن التفكير في مجموعة من الأزواج، مثل:
الفكر والواقع
الثقافة والسياسة
النظرية والممارسة
أما كيف ينظر إلى العلاقة بين «الفلسفة» و«السلطة»، فإن ذلك يمكن أن يضبط على مستويين:
أ - مستوى تاريخي، إذ ارتبطت الممارسة الفلسفية طوال تاريخها بالسلطة عامة، وخصوصا بالسلطة السياسية، ففي كل مرحلة تاريخية نجد جدلا وجدالا بين ممارسة الفلاسفة لتفكيرهم النظري، من جهة وبين قواعد السلطة، وقوانينها، وتشريعاتها، وإكراهاتها.
ب - مستوى بنيوي، وهو ما يتجلى في وجود المبحث السياسي ضمن مباحث التفكير الفلسفي. كما يبرز ذلك من خلال تضمن خطابات الفلاسفة لقضايا القيم المرتبطة بعلاقة الانسان بالسلطة، من حيث مختلف مظاهرها وتجلياتها، المأدية والرمزية.
إما إذا نظرنا إلى مسألة «الفلسفة والسلطة»، داخل تجربة الممارسة الفلسفية في المغرب، فإننا سنجدها قد تراوحت بين منطقين اثنين:
1 - منطق الرفض والمحاصرة، وذلك في فترات إجهاز السلطات السياسية على الممارسة الفلسفية، بواسطة السلطة التربوية.
2 - منطق الانفتاح، وذلك بإعلان عودة الفلسفة إلى الجامعة، مثلا، أو إدراجها ضمن مقررات سلك معين، أو مستوى دراسي معين.
أمام هذا الوضع كان الاشتغال الفلسفي دائما «رد فعل»، يحتج على منطق المحاصرة، كما يصفق للانفتاح. ومن ثم شغل شعار «الدفاع عن الفلسفة» الساحة المغربية كثيرا.
أما، اليوم، ولأن الفلسفة تفكير في الحاضر، واهتمام بالراهن، فإن الأمر يقتضي النظر فلسفيا إلى السلطة بمفهوم مغاير، لا ترتبط فقط بجهاز، أو بجمال محدد، هو الجهاز والمجال السياسي. بل يلزم أن تشتغل الفلسفة على السلطة من حيث هي «سياسة»، و«عقيدة» و«قيم»، و«ثقافة»، و«تقاليد»، و«سلوكات»...
هكذا، ستجد الفلسفة نفسها مضطرة لأن تكون تدخلا فلسفيا، يسائل كل هذه السلط، ويفكر فيها نقديا، ويشتغل عليها من داخلها، في مختلف حضورها في السياسة وفي الثقافة وفي العقيدة وفي القيم والسلوكات.
عبد المجيد الانتصار
الإتحاد الاشتراكي
شكـــــــــــــــــــراٌ