نوقشت مواضيع كثيرة في غرفة "تواصل"، من بينها موضوعات عن خريطة الطريق اللغوية بالمغرب. وما أثارني في معظم مداخلات الإخوة عدم تناول إشكاليات اللغات ببلادنا بطريقة موضوعية،وغالباَ تغلب عليها الذاتية،والعصبية، ونوعاً من المقاربات لا علاقة لها مع الواقع اللغوي المغربي...
أتذكر يوماَ عندما كنت شاباَ أدرس اللغة الدانماركية ، طرح علينا موضوعاَ حول مستقبل اللغة الدانماركية والعولمة، ففي تحليلي للموضوع كنت أميل إلى الدفاع عن هذه اللغة التي يتكلمها نحو 5 مليون نسمة في العالم. وفي حقيقة الأمر، كنت أنحاز بطريقة مباشرة وغير مباشرة،للدفاع عن هذه اللغة وثقافتها في زمن العولمة، لسببين إثنين على الأقل:
- السبب الأول أن مئــات اللهجات واللغات تندثرعبر العالم لحساب اللغات الأخرى كاللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية..
- و السبب الثاني كنت أغازل أستاذي الدانماركي (على الطريقة المغربية)للحصول على أحسن نقطة في الصف..
لكن ما حصل هو عكس ما كنت أتوقع، فأستاذي المتخصص في اللغات فاجئني بملاحظاته وأسئلته التي كانت بالشكل الاَتي:
1. ماهو مكمن الخطر إذا اُعتمدت الأجيال الدانماركية لغة أخرى عوض اللغة الدانماركية؟
2. ما فائدة اللغة إذا كانت لا تساير العصر،لتكون عبئاَ ثقيلاً على اُقتصاد البلاد والعباد في زمن العولمة؟
3. مافائدة لغة ما إذا لم تحقق الرفاهية الإجتماعية ؟
هذه مقدمة أراها ضرورية لتناولي إشكاليات اللغات واللهجات بالمغرب. وفي الحلقة القادمة، سأستفيد من أستاذي الدانماركي الذي لقنني درساً لن أنساه، لأبتعد عن الذاتية والعاطفة،لإعطاء رأيي في هذا الموضوع الذي أراه اللبنة الأولى لبناء مغرب متعدد
ومتقدم في جميع المجالات..معتمداً على تجارب عالمية في هذا المجال...